كتب: رئيس التحرير
واصل الخطيب
ابن المسؤول او القائد يفترض ان يكون قدوة حسنة للاخرين وفي المقدمة والميدان على الدوام مكرسا جل اهتمامه لخدمة ابناء بلده وهذا أضعف الايمان . اما أن يكون متغطرسا لانه يسند ظهره على جدار من فولاذ "ظنا منه طبعا"، فهذا هو الغباء بعينه . ماجرى في رام الله امس بين نجل د. محمود الهباش ورجال الشرطة في مدينة رام الله وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي يثير الاستغراب والدهشةويدعو في ذات الوقت الى الرثاء . لماذا ؟ لأنه يفترض بنجل هذا المسؤول الكبير وهو مستشار الرئيس للشؤون الدينية ان يكون قوة مثال في تطبيق القانون واحترام سيادته.
ان اخلاقنا الوطنية اكبر من صفاتنا الاعتبارية وموروثنا النضالي زرع بداخلنا قيما وطنية لا تستطيع قوة في الارض ان تنتزعها من داخلنا . فنحن الذين تربينا على مبادئ وقيم نبيلة من المستحيل ان تهتز قناعاتنا . ومن هنا فإن الدعوة مفتوحة لابن الهباش ولكل ابن مسؤول فلسطيني الى احترام القانون ورجل القانون الذي يسهر ليل نهار على راحة الجميع وفي مقدمتهم كبار المسؤولين . فالشرطي مهمته في الشارع ان يضبط ايقاعه بما تمليه عليه مسؤولياته المكلف بها ولا يعير اي اهتمام للاشخاص والمناصب والى غير ذلك من مسميات ، لان القانون ينطبق على الجميع بلا استثناء وعلينا ان نحترم ذلك قولا وفعلا . اما استخدام النفوذ والسلطة من اجل فرض الارادة على الاخر وخاصة رجل المن لأنني ابن فلان فهذا امر مسيء بالدرجة الاولى للمسؤول ذاته ويضعه في موقف محرج على المستويين الاجتماعي والوطني . وعلى نجله ان يدرك ذلك.
ان قوات الشرطة وكافة قوى الامن الفلسطيني لها احترامها كما كل رجال الأمن الذين يرتدون لباس الدولة الواقعة تحت الاحتلال ويحمون علمها ونشيدها ، فكيف لنا ان نوجه لهم الاهانات تحت مسمى "انا إبن المسؤول الفلاني" .. ما جرى يجب ان يكون بمثابة ضوء احمر يشتعل في وجه كل من يتجرأ على اهانة رجل الامن الذي يطبق القانون ويحمي سيادة الدولة ويوفر الامن والامان للوطن والمواطن .
كلمة أخيرة ان كل فلسطيني حر ومناضل هو قائد في موقعه حتى لو كان لا يتبوأ موقعا قياديا فغالبيتنا قدمنا تضحيات جسام في سبيل ان نرى من يرتدون لباس الشرف يحمون منجزاتنا التي تحققت بالدم . كل الاحترام والتقدير للاخ الحبيب الملازم أول قصي نخلة الذي طبق القانون والتزم بالتعليمات الموجهة اليه من القائد العام لجهاز الشرطة الفلسطينية اللواء علام السقا. ونرجو ان تكون هذه الحادثة المؤسفة بداية النهاية لأية تصرفات مهينة لشعبنا الذي يدفع ثمنا باهظا من دمه الطاهر مقابل ان يحيا بكرامة وشرف فوق تراب وطنه .