كتب : واصل الخطيب
رئيس التحرير
من حق الناس ان تعبر عن غضبها وسخطها من المشاركة الماجنة في حفل افتتاح " أيكون مول" في سردا برام الله في الوقت الذي يستباح فيه الوطن من كل جنباته ونحن عاجزون عن صد العدوان الذي نتعرض له على الهواء مباشرة .
كان صدى السخط واسعا فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بلا استثناء بانتقادات لاذعة لهذا الافتتاح الذي جاء في وقت يشهد فيه قطاع غزة على وجه الخصوص اكبر مذبحة مفتوحة في تاريخ البشرية فالناس تموت بالرصاص والقذائف ومن الجوع والعطش والبرد .. الناس في غزة اكلت في بداية الحرب روث الدواب والاعشاب وشربت وما تزال المياه المالحة وفي حالة متقدمة من " الترف" يأكلون الخبز الملوث والذي يتم تحضيره في افران بدائية من الطين منتشرة على شريط ممتد في شتى انحاء القطاع . وفي منطقة شمال الضفة ينزح أهلنا بالآلأف في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس وبلاطة في نابلس ، وتهدم البيوت وتجرف الطرقات وتدمر البنية التحتية في عملية عسكرية هي الاوسع التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ انتفاضة العام 2000 ومرحلة الاجتياحات الكبرى حيث نزح ما لا يقل عن 23 الف مواطن في مخيم جنين لوحده بعد ان هدمت كل بيوته واصبح اثرا بعد عين .
كل ذلك لم يحرك مشاعر صاحب المول العظيم الذي اختار اجمل توقيت لافتتاح مشروعه الاقتصادي الكبير الذي يزيد من ثروته بالدرجة الأولى ولكنه كذبا يرفد الاقتصاد الفلسطيني، فالرأسمالي يتطلع كيف يأخذ الرغيف من الآخر وليس كيف يعطيه اياه .
الى ذلك فإن احتجاج الناس وهم محقون جاء للمسؤولين الكبار الذين شاركوا في الافتتاح على وقع الموسيقى والرقص وغير ذلك من مشاهد تجافي بشدة الأعراف والعادات والتقاليد الفلسطينية والاهم من ذلك القيم الوطنية والتي للأسف باتت غائبة عن المجتمع المخملي .
ان دماء غزة اكبر من ان تدنس بمثل هكذا احتفالات ماجنة وهي التي سيخلدها التاريخ ويذكرها بشرف كل من يكتبون في سفر النضال الفلسطيني العادل من اجل الحرية والعودة والاستقلال . اما من يستثمرون في دماء شعبهم ويكذبون بالقول ان مشاريعهم هي لدعم الوطن والوطن منهم براء فأنهم حتما سيخضعون في يوم ما الى محاكمة التاريخ وحينئذ لن يشفع لهم أي مسؤول .
تحية لأهل غزة ولأهلنا في مخيمات شمال الضفة الغربية .. انتم ملح الأرض وشجرها الباسق .