القدس- تقرير : أحمد جلاجل - خاص ب"واثق"-منذ احتلال القدس الشرقية في عام ١٩٦٧، بدأت جمعية العاد الاستيطانية بالمطالبة بحقوق اليهود المزعومة في حي بطن الهوى في سلوان جنوبي المسجد الاقصى المبارك، مما أدى إلى صدور قرارات من المحاكم الإسرائيلية تطالب بإخراج السكان الفلسطينيين من بيوتهم.
و تؤثر الجمعية الاستيطانية بشكل كبير على سكان الحي من خلال محاولاتها لإخراجهم من منازلهم، وتدعي أن هذه البيوت تعود لليهود، وتستخدم المحاكم الإسرائيلية كوسيلة للضغط على السكان الأصليين لإخلاء منازلهم.
من جهة اخرى تواجه العائلات المقدسية عدة تحديات في الدفاع عن ممتلكاتهم، ومن أبرز هذه التحديات:
القرارات القضائية :
تصدر المحاكم قرارات بالإخلاء ضد العائلات المقدسية، مما يضطرهم للقتال في المحاكم لاستئناف هذه القرارات التي يعتبرونها مجحفة، على سبيل المثال، تم إصدار قرارات إخلاء ضد ٢٦ عائلة، مما يزيد من الضغط على هذه العائلات.
الاعتداءات من المستوطنين :
تتعرض العائلات للاعتداءات والضغوط من المستوطنين، الذين يستغلون حالة الطوارئ لتنفيذ قرارات الإخلاء بدعم من قوات الاحتلال، مما يجعل من الصعب على العائلات تنظيم احتجاجات أو مقاومة فعالة.
الضغوط المالية :
تواجه العائلات غرامات مالية كبيرة، حيث تم فرض غرامات تصل إلى ٥٠ الف شيكل على كل عائلة، مما يزيد من العبء المالي ويجعل من الصعب عليهم الدفاع عن ممتلكاتهم.
استغلال الظروف :
يستغل المستوطنون الظروف الصعبة التي تمر بها العائلات المقدسية، مثل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، لتقديم عروض مغرية لبعض العائلات بهدف إقناعهم بالتنازل عن ممتلكاتهم.
الوجود العسكري :
يزيد وجود قوات الاحتلال بشكل شبه يومي في الأحياء المقدسية من حدة التوتر ويجعل العائلات تشعر بأنها تعيش في حالة من القلق المستمر، مما يؤثر على قدرتهم على الدفاع عن ممتلكاتهم، و تتطلب هذه التحديات جهودًا مستمرة من العائلات المقدسية للحفاظ على ممتلكاتهم وصمودهم في وجه الضغوط المتزايدة.
يقاوم السكان الأصليون، الذين يعيشون في هذه البيوت منذ عقود، هذه المحاولات ويستمرون في الدفاع عن حقوقهم القانونية، على الرغم من الضغوط القانونية، فإنهم يتحدون ضد هذه القرارات الجائرة، ويستمرون في توكيل محامين للدفاع عنهم.
تاريخ بطن الهوى يتضمن أحداثا مهمة :
وقال زهير الرجبي رئيس لجنة حي بطن الهوى لمراسل "واثق" ان القضايا المتعلقة بملكية الأراضي في بطن الهوى بدأت منذ عام ٢٠٠٢، حيث تم تقديم ادعاءات من قبل المستوطنين بأن الأراضي التي تقطنها العائلات المقدسية تعود ملكيتها لهم.
واضاف الرجبي انه في عام ٢٠١٣، تم إصدار أوامر إخلاء للعائلات بحجة أن هذه الأراضي تعود ملكيتها للمستوطنين، وانه بين عامي ٢٠١٥ و ٢٠١٧، تم تسليم حوالي ٨٧ أمر إخلاء لعائلات مقدسية، مما أدى إلى تهجير العديد من العائلات من منازلها، حيث تم استخدام ادعاءات بأن هذه الأراضي تعود ملكيتها لليهود اليمن، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة.
وأوضح الرجبي إلى أنه تم الاستيلاء على العديد من المنازل في بطن الهوى، حيث استخدمت القوات الإسرائيلية القوة لتنفيذ أوامر الإخلاء، كما تم توثيق حالات اعتداءات واعتقالات ضد السكان المحليين أثناء محاولتهم الدفاع عن ممتلكاتهم، مضيفاً بان العائلات المقدسية في بطن الهوى حاولت مقاومة هذه الأوامر من خلال المحاكم، ولكن غالبًا ما كانت تواجه رفضًا من قبل القضاة، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا، كما تم تقديم عروض من المستوطنين لبعض العائلات، لكن العديد من العائلات رفضت هذه العروض.
واكد الرجبي أن الوضع لا يزال في بطن الهوى متوترًا، حيث تستمر العائلات في مواجهة التهديدات بالإخلاء، ويعبر السكان عن تصميمهم على البقاء في منازلهم والدفاع عن حقوقهم.
و عبّر الرجبي في نهاية حديثه عن القلق من الوضع الحالي، حيث تتعرض العائلات لضغوط مستمرة من المستوطنين وقوات الاحتلال، مما يجعل من الصعب عليهم تنظيم أي نوع من الاحتجاجات أو المقاومة الفعالة.
من جهته روى خليل بصبوص لمراسل "واثق" عن قطعة الأرض التي يمتلكها والتي تقع في منطقة حارة اليمن أو بطن الهوى وفقًا لما ذكره، فإن هذه الأرض كانت مزروعة عندما انتقلوا إليها، وقد اشترى والده قطعة الأرض في عام ١٩٦٣، ومنذ ذلك الحين، استمروا في العيش في نفس المكان، حيث قاموا بتطويره تدريجيًا إلى منزل مكون من طابقين يسكنه حوالي ١١ فردًا من العائلة.
واشار بصبوص إلى أن الأرض كانت خالية من أي بناء عندما انتقلوا إليها، وأنهم لم يتلقوا أي اعتراضات على ملكيتهم للأرض حتى عام ٢٠٠٠، عندما تم إصدار أمر هدم من قبل المستوطنين الذين ادعوا أن الأرض تعود لأملاك الغائبين، وقد حاول إثبات ملكيتهم القانونية للأرض من خلال الوثائق الرسمية التي تثبت شراءها.
وأوضح بصبوص خلال حديثه، أن القضية مستمرة في المحاكم منذ عام ٢٠١٣، حيث يواجهون ادعاءات بأن الأرض تعود لمستثمرين يهود، ويعبر عن إحباطه من النظام القانوني الذي يواجهونه، حيث يعتبر أن القضاة والمحامين في هذه القضايا غالبًا ما يكونون من المستوطنين.
بدوره قال مراد ابو شافع رئيس لجنة الدفاع عن سلوان لـ "واثق" ان الهدف الرئيسي من استهداف منطقة بطن الهوى هو السيطرة على منطقة سلوان بشكل عام، حيث تعتبر بطن الهوى قلب سلوان، وان الجمعيات الاستيطانية تدعي ملكيتها لأراضٍ في هذه المنطقة، ولكن النزاع هو في الأصل نزاع سياسي وعقائدي وليس مجرد نزاع قانوني، و الهدف هو زرع مستوطنين في وسط البلد، مما يؤدي إلى انتشارهم كخلية سرطانية وتصفية الوجود الفلسطيني في المنطقة.
واضاف ابو شافع أن هناك مخططات تهدف إلى ربط المستوطنات في محيط البلدة القديمة، مما يعزز السيطرة الإسرائيلية على المنطقة ويغير التركيبة السكانية لصالح المستوطنين.