بقلم : واصل الخطيب
رئيس التحرير
مع حلول عيد الفطر المبارك ، تشتعل الاحتفالات في بلدان الوطن العربي والعالم الاسلامي، بينما في فلسطين فإن الأحمر القاني هو الذي يميز العيد هذا العام كما العام السابق في الوطن الذي يرزح تحت نير آخر احتلال في التاريخ الحديث .
نحن نتساءل وهذا من حقنا : كيف يمكن لطفل في غزة قتل اباه وامه واخوانه واخواته اي أبيدت عائلته بشكل كامل ومسحت من السجل المدني ، ان يشعر بمتعة العيد ؟ كيف يمكن لأهل الضفة الغربية وفي مقدمتها القدس ان يحتفلوا بالعيد واخوانهم في القطاع المجروح يذبحون على الهواء مباشرة في حرب الابادة الاجرامية الهمجية التي تشنها اسرائيل عليهم منذ نحو عام ونصف العام .. وها هي المذبحة قد انسحبت على الضفة الغربية وتتركز في مخيمات الشمال التي هجر اهلها مرة اخرى في مشهد يعيد الى الاذهان النكبة الكبرى التي حلت بشعبنا في العام 48 .
هذا هو حال الشعب الفلسطيني ... قتل ودمار وتهجير ويقولون لنا عيد مبارك ؟ كيف يستقيم هذا مع ذاك الا عند ذوي الجلود السميكة .
نحن شعب نحب الحياة .. وكنا قد امتشقنا السلاح في عشرينيات القرن الماضي واستشهد منا من أسشتهد وأصيب من أصيب واعتقل من اعتقل في سبيل ان نحيا بعزة وكرامة وان تكون لنا دولة على بقعة من ارض وطننا المسلوب . لكن دولة الاحتلال تأبى الا ان تسلبنا ما تبقى لنا من أرض وما تبقى لنا من كرامة وطنية وتوغل في سفك دمنا وتحطيم حلمنا ومستقبل ابنائنا . ولذلك فإنها تنفذ عملية تطهير عرقي وابادة جماعية في كافة ارجاء الوطن في الوقت الذي يصمت فيه العالم ليعبر عن تواطئه غير المبرر مع هذا الكيان المارق . هذا العالم الذي لا يخجل من نفسه ان يقول لاسرائيل كفى فهذا الشعب الذي مد يده للسلام وطوى صفحة الماضي حري به ان يعيش بأمن وسلام اسوة ببقية شعوب الارض . ومع ذلك سنبقى نبتسم ونتشبث بالحلم والأمل ونقول " كل عام وشعبنا الفلسطيني العظيم بألف خير ., وان عيدنا هو يوم حريتنا وعودتنا .