ترجمة- بالغراف-في الشهر الأول بعد تجدد العدوان على قطاع غزة ليلة الثامن عشر من آذار الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إن حركة حماس تتجنب الاحتكاك مع القوات الإسرائيلية، مسألة توقف عندها في حينه المستوى الإعلامي والعسكري الإسرائيلي، ولكن الآن السؤال المطروح إسرائيلياً، كيف تتمكن حماس من تنفيذ هجمات نوعية في ظل الحصار المفروض على القطاع، وفي ظل حجم الخسائر التي تكبدتها الحركة؟، عمليات أدت لمقتل أربعة جنود إسرائيليين في ثمانية أيام، وإصابة آخرين بجروح خطرة.
في هذا السياق كتب المراسل والمحلل العسكري لموقع "واللا نيوز" العبري أمير بحبط: قيادة حركة حماس موجودة في الأنفاق، ومنذ أكثر من 40 يوماً لم تدخل مساعدات إنسانية لقطاع غزة، ولا توجد عمليات تهريب لأسلحة وذخيرة لقطاع غزة، قيادات رفيعة وقيادات من مستويات تم اغتيالها، وتم أيضاً اغتيال بدلاء البدلاء في قيادة الحركة مما دفع الحركة لتجنيد أشخاص من غير ذوي الخبرة.
رغم ذلك، لازالت حركة حماس قادرة على تنفيذ هجمات على شكل حرب عصابات منظمة ضد القوات الإسرائيلية، وبهذا الشكل من العمليات تغطي الحركة على تفكك النظام القديم من خلال التركيز على تنفيذ عمليات نوعية ذات فرص نجاح عالية.
الحدود والمنطقة العازلة:
الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات عسكرية اعتيادية على طول الحدود مع قطاع غزة، عمليات تهدف لمنع احتمال سيناريو عمليات تسلل من قبل عناصر حركة حماس، ورصد العمليات المثيرة للشكوك فوق الأرض وتحت الأرض، على الرغم من أن البوابات الحدودية مفتوحة، إلا أنها تخضع لعمليات رقابة مشددة من خلال دمج أبراج المراقبة.
رغم ذلك فرقة غزة لا تستبعد سيناريو محاولة عناصر من حماس التسلل عبر الحدود، إلى جانب ذلك كانت مؤخراً مجموعة من الأحداث تمكن خلالها إسرائيليين من الدخول للجانب الفلسطيني من الحدود، لهذا قرر الجيش التشديد على الحواجز.
وتابع المراسل العسكري عن المنطقة العازلة: الجيش الإسرائيلي يقيم معسكرات على عمق كم في الأراضي الفلسطينية من الحدود في المنطقة العازلة لمنع سيناريو عمليات تسلل، والهدف أن تكون هذه المعسكرات نقطة المواجهة الأولى حال حاول عناصر حماس التسلل إلى إسرائيل، على العكس من أحداث السابع من أكتوبر عندما كان عرض السياج 100 متر فقط، وكان الاقتراب من الجدار أمر اعتيادي، ونتيجة ذلك تمكنوا من جمع المعلومات ووضع العبوات والتحضير للحرب.
وعلى ما يبدو أن الذراع العسكرية لحركة "حماس" حددت المعسكرات الإسرائيلية في المنطقة العازلة كهدف لتنفيذ عمليات ضدها، واقع يؤدي لمزيد من التوتر داخل المعسكر المطلوب منها إخراج القوات للدفاع عن نفسها.
سلاح الجو الإسرائيلي يرافق باستمرار العمليات البرية في قطاع غزة وعلى جاهزية عالية لقصف الخلايا التي يتم رصدها في الميدان، ولكن كل مورد له حدود، وعلى الرغم من حالة التوتر بين القوات البرية والجوية، موجهي الطائرات الإسرائيلية المسيرة يمكنهم إطلاق الصواريخ وإنهاء مخاطر فورية على الحدود حتى عشرات الأمتار من القوات الإسرائيلية.
ماذا يجري في عمق المنطقة الفلسطينية؟
وعن العمليات العسكرية داخل قطاع غزة كتب المراسل العسكري: الجيش الإسرائيلي يشغل هذه الأيام ثمانية طواقم قتالية من الألوية تحت مسؤولية ثلاث فرق، فرقة غزة وفرقة 252 وفرقة 36، القوات تعمل في العمق الفلسطيني في شمال قطاع غزة مقابل مدينة غزة الواقعة في الوسط، وفي الجنوب وبشكل خاص في رفح، والهدف توسعة المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، لهذا تدير القوات الإسرائيلية معارك مع خلايا حركة حماس جزء منها يخرج من داخل الأنفاق، وجزء من فوق الأرض، تحت غطاء مباني مهدمة، وقناصين، وإطلاق نار من سلاح خفيف وإطلاق قذائف مضادة للدروع.
رئيس الأركان الإسرائيلي أيال زامير يخطط لزيادة الضغط على حركة حماس مع مزيد من القوات النظامية التي سترسل لقطاع غزة، حيث يحرص الجيش الإسرائيلي على عدم تجاوز متوسط عدد أيام الخدمة لقوات الاحتياط عن 75 يوماً، وعليه حسب تقديرات الجيش الإسرائيلي، ستنقل إلى قطاع غزة الألوية النظامية، وفي حالة لم يقنع الضغط العسكري في أكثر من نقطة حركة حماس العودة لطاولة المفاوضات استعادة المخطوفين، سيطلب رئيس الأركان من المستوى السياسي تجنيد واسع لقوات الاحتياط من أجل دفع حماس أكثر وأكثر داخل قطاع غزة، ورفع وتيرة الحرب البرية في مواقع أكثر داخل قطاع غزة للضغط على الحركة للموافقة على إعادة الأسرى الإسرائيليين.